شادي صلاح الدين (لندن)

كشف موقع «كونسيرفاتيف ريفيو» الأميركي عن أن النظام القطري الراعي للإرهاب يعمل على مشروع عسكري سري في ولاية كارولينا الجنوبية تمتلكه شركة طيران «برزان» التابعة لوزارة الدفاع، لتطوير وإنتاج طائرات مراقبة عسكرية. وقال في تقرير كتبه جوردان شاشتيل، إن قطر ذات العدد الصغير من السكان والذي يقوم اقتصادها على العمل بالسخرة، وبالطبع علاقاتها المزعجة مع المنظمات الإرهابية الدولية، بدأت في موجة إنفاق ضخمة على المشروع لكن تحت المراقبة في الولاية، مضيفا أنه من خلال شركة طيران تابعة لـ«برزان هولدنجز» التي تسيطر عليها وزارة الدفاع، استهدفت الدوحة كارولينا الجنوبية كموقع بسبب وجود عدد من السياسيين والعاملين في صناعة الدفاع مقربين منها.وعقد السناتور ليندسي جراهام لقاءات مباشرة مع وفود رفيعة المستوى من هيئة الاستثمار القطرية، التي تصل ميزانيتها إلى 320 مليار دولار، والتي تعهدت باستثمار المليارات في الولاية. وعلى مدى العامين الماضيين، برز جراهام كأحد الأصوات الرئيسة المؤيدة لقطر في مجلس الشيوخ، حيث يشارك بشكل روتيني في برامج قنوات الجزيرة ومنصات الإعلامية تتهجم على من ينتقدون قطر.
وأوضح التقرير أن أكبر مانح للحملة الناجحة لحاكم الولاية هنري ماكماستر في الآونة الأخيرة هو أحد العاملين في جماعات الضغط القطرية المشبوهة، وبين عامي 2017 و2018، قام أحد أعضاء جماعات الضغط التي تمثل هيئة الاستثمار القطرية بضخ ما يزيد على 50000 دولار لحملة ماكماستر، وفقاً لتقارير تمويل الحملات الانتخابية. وقال إن تبرعاته للجمهوريين كانت وسيلة لدفع المزيد من سبل الوصول إلى السياسيين، وفقا لنيويورك تايمز.
وعلى المستوى المحلي، فإن رئيس بلدية تشارلستون، التي تعد موطنا لمصنع كبير لشركة بوينج لتصنيع الطائرات، هو أيضا صديق لإمارة الإرهاب، وقام بتوقيع «إعلان تفاهم لتشجيع التنمية الاقتصادية والتعاون الثقافي والبيئي بين تشارلستون والدوحة، وذلك بعد اجتماع مع مسؤولي الاستثمار القطريين، حسبما أفادت صحيفة «ذي بوست اند كوريير»، وتشارلستون هي موطن مصنع تجميع «بوينج 787 دريملاينر». وقد أنفقت قطر مؤخرا أكثر من 11 مليار دولار لشراء 30 طائرة 787 و10 طائرات 777 من بوينج، وعلاوة على ذلك، فإن سلاح الجو القطري لديه عقد بقيمة 6.2 مليار دولار مع بوينج، وهو ما يكشف عن حجم الأموال الضخمة التي تضخها قطر في الولايات المتحدة لاستمالة الإدارة الأميركية وشراء ذمم المسؤولين الأميركيين لتبرير سياساتها الإرهابية.
وذكر تقرير «كونسيرفاتيف ريفيو» أنه تم إطلاق مشروع «برزان القابضة» التي تديره قطر في 12 مارس 2018 ، لتكون بمثابة «بوابة تجارية لصناعة الدفاع في قطر»، وبعد أسبوع واحد، تم تأسيس شركة تابعة، (برزن للملاحة الجوية)، في ولاية كارولينا الجنوبية، ويبدو أن برنامج الطائرات في المراحل الأولى من التطوير، متسائلا كيف يمكن السماح لدولة ترعى الإرهاب وترتبط بمنظمات إرهابية في تمويل واستثمار مشروع كهذا.
وأكد المسؤولون القطريون أن مشروع «برزان هولدنجز» الذي مضى عليه عام واحد هو مشروع ذو أولوية قصوى لتعزيز أهداف قطر الدفاعية. وفي نوفمبر، قام أمير قطر نفسه بزيارة إلى مركز البحث والتطوير. وأشار التقرير إلى أن المعلومات المشبوهة حول طبيعة مهمة شركة طيران برزان ظهرت للمرة الأولى في ملفات قانون تسجيل وكلاء الأجانب «الفارا» في العام الماضي من خلال وزارة العدل، وكشفت شركة «كي ستريت» القانونية للمحاماة عن أن مهمة المشروع هو «تطوير وإنتاج طائرات المراقبة» لصالح قطر.
وقبل أسبوعين فقط، قدمت شركة برزان للملاحة خدمة تسجيل الوكلاء الأجانب «الفارا» الخاصة بها، واصفة مهمتها بأنها تساعد في «شراء وتطوير نظم المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع المحمولة جوا للمدير الأجنبي»، وفي شهري ديسمبر 2018 ويناير 2019 وحدهما، أدرج العملاء الأجانب الذين يمثلون مشروع الطائرات القطرية نصف مليون دولار في مصاريف كسب المال والإيرادات، وفقا لبيانات تسجيل الوكلاء الأجانب، وعلاوة على ذلك، أشارت شركة «كي ستريت» للمحاماة في إفصاحات تسجيل الوكلاء الأجانب الخاصة بها إلى أنها تتلقى مبلغ 75 ألف دولار شهريا لخدمات العلاقات الحكومية، كما كشفت عن أن أميركيا يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة كواجهة أمامية وأن مجلس إدارتها هو مزيج من الأميركيين والقطريين. ومع ذلك ، فإن الشركة مملوكة بنسبة 100% لوزارة الدفاع القطرية.
وأكد التقرير أنه سرعان ما أصبحت شركة «برزان هولدينجز» مدافعا دوليا لصناعة الدفاع في قطر، حيث جمعت عشرات ملايين الدولارات في صفقات مع دول مختلفة وصناعاتها الدفاعية، وقد وقعت برزان عقودا مع عدد لا يحصى من شركات الدفاع والأسلحة الرئيسة في تركيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة. وفي معرض الدوحة الدولي للدفاع البحري عام 2018 أبرم النظام القطري، من خلال «برزن»، صفقات مع عمالقة الصناعة الدفاعية الأميركية مثل رايثيون وتابيستري، وهي شركة تابعة لشركة بوينج، وكلاهما له حضور كبير في كارولينا الجنوبية، وبلغت قيمة الصفقة الضخمة مع شركة بوينج الفرعية 79 مليون دولار.
واختتم التقرير بالتأكيد أن النظام القطري مستخدما ثروات البلاد، حول العديد من المليارات لولاية كارولينا الجنوبية، مع قطع وعود بإنفاق ضخم على الساسة المؤثرين في الولاية وشركات الدفاع في الولاية، وهو ما يكفي على ما يبدو أن الدولة التي تمول تنظيم القاعدة وحركة حماس تمهد لبناء طائرات مراقبة عسكرية داخل الأراضي الأميركية.